الجمعة، 4 يناير 2019

سافر مع الأيام...

سافر مع الأيام...
ولا تخشى الملام...
لا تخش لوم العاذلات...
ولا تَرِدْ سرب الحمام...
قاوم عذابات السنين...
واضْرِبْ بسيفك والسهام...
ازرع غراسك بالفلاة...
فغلالنا في القدس...
شهدٌ والشآم...
يا شهر تشرين الأحبة غادروا...
تركوا ربيعاً باسماً قبل الفطام...

الأربعاء، 29 يناير 2014

*** أخي مروان ... ستنكـــــسر القيود وستدول دولة الطغيان **



تحية الأحرار وشوق بلا حدود لأخي #مروان_البرغوثي الذي عرفته من خلال العلاقات بين اتحادات الطلبة في الجامعات في الثمانينيات ، إنه الزمن الجميل بل الأكثر جمالاً في سنوات العمر ، اليوم نفتقد الأحبة وتنادي عليهم فهل يسمعوننا ؟!
أتذكر مروان كلما أطل علينا من خلال الصحف المختلفة فأشعر أن روحي سجينة ...
في 22/12 قرأت في الصحف أن مروان ينادي بمراجعة وظائف السلطة فأحسست أنه يتذكرني أو يحاول أن يستعيد مشهد عيناي وهما ترقبانه كما هي العادة وانه يقترب من قلوب الأحرار أكثر من أي وقت مضى لا سيما وان الكثيرين استثمروا نفاقهم ودجلهم في الوصول إلى مراكز بدت فضفاضة عليهم وعلى آبائهم ‘ وإنني وأنا أضم صوتي لصوت مروان البرغوثي أعاود التأكيد على أحقية الأمة الفلسطينية بالتخلص من العبودية والاستزلام والاستقواء والاستغفال ، كيف لا ونسائم الربيع العربي تهب على ربوعنا من مختلف النواحي وإن كانت منظومة الاستعمار الجديد سارعت باختراق الحدود بلباسٍ جديد فدمرت العراق باسم الحرية مثلاً وخلفت هناك خمسة آلاف يتيم ؟!
كنت أقول لمروان ونحن في العشرينات من أعمارنا :- تريث قليلاً ، أخاف أن نُترك لوحدنا فيحدق بي طويلاً ، كان أحياناً يناديني من بعيد ليقول :- لقد استعجلنا ، لقد تكشفت ظهورنا فأحدق به وأبتسم .
اليوم أنا ومروان في الخمسين من العمر ، من أمنياتي الغالية أن أراه مرة أخرى لأسأله إن كان الآخرون قد خذلونا وتركونا وجهاً لوجه مع الاحتلال ونحن شباناً صغار وهل بقي شيء من القيم التي تشردنا من أجلها ، أريد أن أسأل أخي الحبيب مروان عن خسائرنا ، إنه يعرف أنني خسرت كل أمنياتي الغالية وأحلامي الجميلة وإنني اضطررت أن أواصل مشوار عمري مع فك ارتباط قسري بيني وبين دقات قلبي .
مع تعاقب السنين وتشردي القسري عن موطني وعودتي ومروان يرزح في القيود اذكر لكل هذا العالم أننا ربحنا الإيمان واليقين بأن مشوارنا المليء بالعثرات قد زيّن أعمارنا بكل الورود والياسمين وأكاليل الغار واننا ماضون في دروب الزيتون تتماهى هاماتنا على حواف الأودية ونحن نحدق بأرضنا الحبيبة وهي تتكئ على الهضاب والسفوح والسهول ..
سلام على أخي مروان حيث يكون وشوق واشتياق للقائه والإشارة إليه من بعيد ليبتسم فيبتسم الزمان ويفرح القلب لأشكو اليه لوعة الأيام وقسوة السنين وهجرانٌ يمتد ولا ينقضي ،،،

السبت، 6 يوليو 2013

يا قريتي

يا قريتي ...يا قريتي .... يا قرية الشهداء والنبلاء والبسطاء والسُمّار ....يا روضة الزيتون والحنّون .... يا باحة الأدباء والوزراء والزوّار ....يا واحة الشوق الجميل .... والطير يرزف في الخميل ....والبساتين تغني .... وغصن الديْر والطيّون ....والغاويات إلى المرابع والدروب .... نايٌ يُرجّع في الروابي والقفار ....في الدّيْر حَبُ .... ومواويل الهوى .... والماء شهدٌ والسواقي والمزار ....يا قريتي ....يا قرية العشّاق .... وروضة المشتاق ....والمراحين تهادت ....والموارس في انتحار ....قمرٌ إلى جدتي صبحة ....والخال محمودٌ ولخالتي وطفة ....يا نسمة الصبح المضمّخ بالندى ....والشوق يغفو في سرابيل المدى ....والليل ساجٍ .... والسواحر والصدى ....والريح تعوي .... والطير يشدو في الهدى ....يا قريتي ....يا ذكريات الدار ....لم يبق في وطني مكانٌ للبذار ....ما عاد في وطني قصيدٌ للهوى ....رحل الأحبة وانطوت شمس النهار ....يا قريتي ...ما أجمل اللقيا إذا انتظم النشيد ....والبدر يسطع في لياليك المنى ....والأهل سمارٌ .... وشوقي كيف دار ...بقلم : سليم الزغل // دير الغصون - طولكرم


الأحد، 19 أغسطس 2012

سلامات في يوم العيد


سلامات في يوم العيد
العام دار ..... ووقفت أرنو صَوْب هاتيك الديار

والريح تعوي ...... والذكريات تهزني ..... والليل طال بديرتي ..... وتأخرت شمس النهار ...

العام دار .... وقوافل الأيام تعدو .... والعيد يصدح في الصباح ....

العام دار ..... والعيد يطرق بابنا  .... ونوارس الأسحار تذرع حيّنا

ورداً وحنّوناً وغار ...

 وأسراب السنونو حلقت فوق القفار .

العام دار ..... يا قلب طال الانتظار

العام دار ..... يا حلو أيامي وموّال الهوى ......

تاهت مراكبنا .... ضلت قوافل شوقنا ...

يا عابرين الليل ..... يا أيها السمّار ...

العيد دار ... والروح تسأل أين ليلى والمنى

 في المرافئ والموانئ والمطار .

بطاقة معايدة في يوم العيد إلى .:-


بطاقة معايدة في يوم العيد إلى .:- 

1)   أسر شهداء لقمة العيش في جبع ، قلبي معكم أسأل الله تعالى أن تشهدوا أعياداً سارة في مستقبل الأيام وأن يبدل المولى أحزانكم أفراحاً ، لا تحزنوا واعلموا أن الله مولانا جميعاً.

2)   ضحايا القمع والإرهاب في جبل الخليل الأحبة منطقة الحرم ووادي الفردوس وتل رميدة والبلدة القديمة عموماً وقرى يطا المقتلعين من مهوى أفئدتهم ، قلوبنا وسيوفنا معكم ، ستشرق الشمس من جديد ولو بعد حين ، أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم بألف خير .

3)   إلى الأهل والأحبة البدو الميامين في قرية العراقيب التي يتواصل هدمها من قبل التتار ، سينتصر الكف على المخرز مهما طالت الأيام ، أيامكم سعيدة .

4)   إلى أحبتي وصحبي زملاء الدراسة بجامعة الخليل ، لم أغادر محطة الذكرى يوماً .... اشتقت إليكم كثيراً وأتمنى أن تجمعنا الأيام مرة أخرى ، دائماً أتذكر لحظات الزمن الجميل .

5)   إلى اللاجئين السوريين في المنافي والقفار ، لقد سبق وأن عاش شعبنا هذا الألم ولا زال يتجرع مرارة الشتات ، آمل أن لا تطول محنتكم وكل عام وأنتم بألف خير .

6)   إلى الأحبة الأسود الرابضة هناك في ظلمات السجون سينكسر القيد وستفتح أبواب الزنازين ، أنتم أكثر حرية منا نحن الذين كسرت قيودنا قبلكم ، تقبل الله طاعتكم وجهادكم .

الاثنين، 14 مايو 2012

قد يكون الغيب حلواً .... ذاكرة الأسْر

في رحلتي مع الأيام ساقتني الأقدار إلى زنازين الظلام والقهر .... هناك وفي تلك الأعوام ضاعت الأحلام وافتقدت الأماني الغالية وفاتني شوقي الساهد في العيون وافتقدت ياسمين العمر والحُلُم الجميل ....
في رحلتي تلك فوق الشوك اقتحم أبطال السجون أعتى إضراب عرفته الحركة الأسيرة ، حملوا أرواحهم على أكفهم وصرخوا صرخة هائلة في وجه السجان الذي حاول امتهان الكرامات وقمع الفدائيين وسادة الأمة والعناوين الراقية في المجتمع الفلسطيني .... هناك كان يترائى لك المشهد الأكثر عصفاً في الحياة حيث فتك الجوع بالشباب الحر المجاهد خلف القضبان وفي عتمات الزنازين فتساقط الكثيرون أعداداً لا حصر لها ، خارت قواهم بعد ثلاثة أيام ... وهناك من كان يمشي ويصلي ويخدم الآخرين بعد أسبوعين وثلاثة من الإضراب ... لا زالت رائحة أفواه المضربين تستوطن أنفاسي منذ تلك السنين فتؤلمني وتذكرني بأحبتي الذين خلفتهم ورائي فاختلف وعدهم ومضوا في زحمة الحياة ولم تسعفني الحظوظ لرؤيتهم لقراءة قصيدة الاعتذار ؟!
لقد ضج العالم وقامت الدنيا وحاول الاحتلال تطويق الاضراب بالقمع والعزل والتهديد والوعيد فقام بنقل القيادات وتشتيتهم إلا أن طلائع الشباب المجاهد رفض التراجع وبما أن القضية الفلسطينية كانت في أبهى حللها ونضارتها آنذاك فقد افتضح الاحتلال واتسعت دائرة التنديد بالعنصرية والفاشية حتى دخل مجلس الأمن بانعقاد شبه دائم ....في تلك الأجواء المخيفة قامت ادارات السجون بتجميع قيادات السجون قبل أذان الفجر وجيء بهم إلى أحد السجون وحضر مدير السجن لاجتماع عاجل ومهم .... ولدى إزالة العصبات عن العيون للوهلة الأولى خمنّا أننا في طريقنا للإبعاد ؟! .... ، ووقف متأملاً في وجوه القادة المضربين ثم سأل :- ماذا تريدون ؟ ولماذا أنتم مضربون عن الطعام ؟! وهنا أنبرى قادة المضربين وأصحاب العزائم فوقفوا واحداً تلو الآخر ليندّدوا بقمع السجناء وقهرهم وسحب مكتسباتهم ومنجزاتهم عبر السنين فقالوا :- أنتم تقمعوننا وأخذوا بتفنيد مزاعم السجان وأعلنوا عزمهم وإصرارهم على المضي نحو الموت وعدم التراجع حتى تتحقق المطالب ووجم مدير السجن قليلاً ثم عدّل وقفته وقال بالحرف الواحد :- اسمعوا أنتم هنا لأنكم أعداؤنا وأنتم تخضعون لأنظمة السجون ، ما تطلبونه ليس مقبولاً عندنا .... ربما توصلكم مطالبكم الى حياة أفضل من هذه ولكن من سيحققها لكم ، عليكم الرضا بالواقع ثم تابع قائلاً :- وكما تقول أم كلثوم – ولازالت العبارة منقوشة في الأذهان – (قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلى ) فأنتم العرب دائماً تطالبون وتحلمون ولكنكم في النهاية تغمرون رؤوسكم بواقعكم وتقبلون به مرغمين .
إن عقيدة الاحتلال هذه في السجون وخارج السجون وهي تحدد تعامله معنا فوق هذه الأرض بدليل أننا لا نستطيع أن نصل معه الى شيء لأن تغيير واقع الناس محكوم سلفاً بعوامل القوة ومعطيات المقاومة والصبر والتحمل فقط ، وفي تلك الأيام انصاع الاحتلال  لإرادة الموت رغم أنفه وكان الثمن باهظاً ... الجوع والموت والمعاناة ومظاهرات انتظمت الدنيا بأسرها ... إنها عوامل قوة ودفع ودعم وإرادة وتمكين ما أحوجنا إلى تفعيلها هذه الأيام إن أردنا لقضية الأسرى أن تسود ونحقق الأهداف والأماني .
اليوم يعاود الأسرى الصدح المدوّي بالنشيد ..... فبدؤوا بالعزف على مكامن الألم المدماة ... تذوي الأجسام وتذوب الأحشاء ويصرخون من الأعماق لكي تحيا القلوب وتنتعش الأرواح ....
على الأمة اليوم أن تقترب أكثر من آلامهم المبرحة فتشرع أبواب الصيام في أوسع مدى تضامناً وتآخياً في كل يوم وتتحول الشوارع والحارات والميادين إلى مهاجع ، فيهجرون البيوت ليلاً ويفترشون الأرض الطيبة التي من أجلها كان هناك أسرى وسجون ومنون
إننا ان لم نفعل ذلك اليوم سنظل سجناء هنا وهناك وسنبقى بلا ربيع ؟!

السبت، 28 أبريل 2012

حامد البيتاوي في ذاكرة الأيام

في مطلع الثمانينيات أرسلت إلى الشيخ حامد البيتاوي دعوة للقاء الطلاب في جامعة الخليل الأبيّة وكنت رئيساً لإتحاد طلبتها ، فرد رحمه الله أنه قادم وحدد موعداً وحضر في موعده ، وأبصرناه من بعيد وهو يتهاوى في جبته البنية وعمامته السابحة في الأفق الممتد هناك في سفوح جبل الخليل وبئر المحجر .
لم يسبق أن أستضفنا أحداً قبل حامد البيتاوي ولم نلتق بأمثاله من العلماء العاملين – من خارج الجامعة – في باحاتها ولذلك جلس الطلاب والمدرسون وأنصتوا بعناية إلى كلمات الشيخ وتابعوا حركاته فسافروا بعيداً بنبرات صوته ..... إنها لغة القلوب التي كان يتقنها الشيخ حامد رحمه الله ، لذلك استمع اليه الأصدقاء والأعداء على حد سواء ونال احترام كل من جلس بحضرته مستمعاً لوعظه الرباني الخالد .
لا زلت حتى اليوم أحفظ الكثير مما قاله الشيخ في ذلك اللقاء حيث فسر لنا قوله تعالى :- {إنها ترمي بشرر كالقصر} حيث كان يخاطب طلاب كلية الشريعة قائلاً لهم :- (أنتم مشتل مشايخ) ، وتحدث عن حكم الغناء الماجن والفن الهابط وحكم الإنصات له وحث الطلاب على الاستماع للبديل من النشيد الشجي ، كنت قد ذكّرته بذلك لاحقاً عندما جيء به الى السجون وعندما شاهد الجموع من بعيد وقد احتشدت خلف السياج وداخل الأقفاص وأخذ يصرخ بصوت عال :-
أخي أنت حرٌ وراء السدود               أخي أنت حرٌ بتلك القيود
اذا كنت بالله مستعصماً                    فماذا يضيرك كبر العبيد

بعد أن تخرجت من الجامعة عملت معلماً ثم توقفت عن العمل بقرار الاحتلال ، أرسل الشيخ حامد يستقدمني اليه وكان قاضياً شرعياً لمحكمة طولكرم الشرعية وقال نريد مأذوناً شرعياً وتقدم لذلك الكثيرون ولا يصلح لذلك الا أنت فقلت له :- أنا لست مهيئاً لذلك وأفتقد الاستقرار هذه الأيام ثم انني لست متزوجاً لكي أزوّج الناس ؟! أجاب رحمه الله :- لا يهم وإن أردت زوجناك اليوم وقال للجالس بجانبه :- علمه إجراء عقود الزواج الآن .
وبعد ذل سألني عن قرار الاحتلال وان كنت قد خسرت شيئاً فقلت لقد خسرت الشوق والحلم الجميل فرد مبتسماً :- انتظر فسيجعل الله بعد عسرٍ يسرا ...... ودارت الأيام وتقاذفتنا الخطوب وعندما كنت ألتقيه كان يبادرني بقوله تعالى {ولله عاقبة الأمور} .

عندما كنت تتحدث الى حامد البيتاوي كنت تشعر بالدفئ والحب العظيم كان عندما يشاهدنا من بعيد يتوقف ويحدّق بنا ثم يبدأ بالابتسام فإذا صافحناه مازحنا وسأل عن أخبارنا .
في أيام المحن عندما كانت تشتد حلكة الأيام كان حامد البيتاوي يستغرق في الضحك ويقول :- إنها بشريات النصر والظفر والتمكين استعينوا بالله واصبروا .
سيمضي زمن طويل قبل أن يتمكن البعض من نسيان شخصية رائدة كشخصية الشيخ حامد وسنتعثر كثيراً في دروبنا ونحن ننادي على حامد البيتاوي الذي آثر الرحيل عند اشتداد الخطوب وضياع الدروب .
برحيل الشيخ حامد البيتاوي تخسر فلسطين قائداً ملهماً وداعية شجاعاً وليثاً هصوراً ومجاهداً عظيماً ، ونخسر نحن أباً حانياً ورفيقاً حبيباً .
ها نحن نفتقد حادي القافلة ورائد المسيرة ، شيخاً عالماً وطنياً من الطراز الأول ، كان شوكة في خاصرة الاحتلال ، نسأل الله تعالى أن ينزله منزلاً مباركاً مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
،،،والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حياً ،،،

الأحد، 8 يناير 2012

الحاجة جميلة وذاكرة الرحيل




عامان بالتمام والكمال وذاكرة الرحيل ترقب الشوق الساهد في الجفون ... وتتأمل طويلاً في مدامع العيون وهي ترنو صوب حيفا ويافا في محاولة دائبة لا تنتهي لقراءة جديدة لرواية اللاجئ الفلسطيني والتي لا زالت تُكتب فصولها هنا على هذه الأرض بتلقائية تتجدد مع شروق شمس كل يوم متسربلة بألوان الأرض بشومرها وزعترها ...
هنا على أرضنا نكتب القصيد .... نعلم أطفالنا سيرة العشق وكيف يموتون واقفين كالأشجار .... وكيف يرسمون لوحة الغد الآتي ببنادقهم .... وكيف يغنون لحيفا وبئر السبع والمجدل ، ها هو العام يستدير وقبله عام ويستوي القمر بدراً في ليالي قريتنا وهي تتكئ على كتف الجبل تخاطب الزمن منذ أقدم العصور – قريتنا التي لا زالت تتذكر رحيل الحاجة جميلة (أم غازي سوالمة) قبل عامان .... ولا زالت تختزن ذاكرتها المتأهبة كل معاني الهيبة والتحفز التي تفردت بها الراحلة طيب الله ثراها ....
كم يعز علينا هنا في الأرياف والنجوع المتاخمة لفردوسنا المفقود أن نفتقد صهيل الجبل ومعزوفة الوطن وترانيم الوداد ونحن نعبر محطات الذكرى الجميلة والتي عبرها الجيل الأول من اللاجئين تتقدمهم جميلة السنديانة من حيفا فلسطين وهم يهيمون على وجوههم في المنافي والقفار وقد شردهم اليهود في تيه النكبة والاغتراب .
ان مجرد غياب الرواية الشفوية للنكبة الفلسطينية والتي كانت الحاجة جميلة أحد مصادرها في القرية والضواحي مع أمثالها من اللاجئين الأعلام ليشكل خسارة وطنية لا يمكن تعويضها عن طريق النقل والتوثيق والسرد القصصي ...
لا زال الناس في القرية يتذكرون الحاجة جميلة ويروون المشاهد بألوان الجداول والخمائل الديروية ويعزفون ألحان الشوق بلغة الأرض ومزامير الشهداء .