السبت، 20 نوفمبر 2010

سيكون عيدٌ يوم غدْ

غداً سيكون عيدْ

وقلوبنا جذلى~ بقارعة الطريق

غداً سأشتاق إلى ليلى كثيراً ....

غداً سأبكي حلو أيامي .... وسأروي قصة الدنيا

غداً سيكون عيدْ ..... سلاماتٌ إلى أمي ....

وأقرأ زُرْقَ عينيْها وزهْر وشاحها الزاهي بوَرْديْها

واذكرْ عقدة الزنّار بخصْريْها .....

جدائلها تذكِّرني بلوْن طفولتي

وأثوابٌ مُردّنةٌ وقُفطانٌ ناعم الأطراف والزَمّي

عيدٌ غداً سيكون في حاراتنا .....

غداً سيكون عيدْ .... والنجومُ غداً تغيب ....

ونوارسُ الدرب الطويل ستختفي .....

وسنذكر الشهداء لمّا يصدح التكبير

من فوق الجبال ....

سيكون عيدٌ يوم غدْ...

يا عيدُ عدت وقد أثرْتَ شجوني .....

وبعثت في نفسي الهوى .... فتبعْثرَتْ دقات قلبي ....

وطفقْتُ أروي قصتي للعابرين من الدروب بقريتي ....

للظاعنين بديرتي (دير الغصونِ)

في يوم غدْ ستصل مراكبنا

غداً سيُشرق العيد في مرافئنا

غداً تتنفس الآلام والأحزان في وطني

غداً .... نجترُّ نكبتنا ونكستنا .... ويستيقظ الشهداء في مساجدنا

غداً سينتحب الأحرار .... ويبكي الثائرون على بنادقهم

غداً عيدٌ بلا حيفا ....

غداً ستبكي جدتي وطفا ....

على جدي زريف الطول والملْفا ....

على زيتوننا وكرم اللوز والحلْفا ....

غداً ستنقطع الدروب الزاهية لماء الحياة وشمس النهار

غداً وفي مواسم الأعياد ستنتحر الأماني

غداً .... نستحضر الصور الجميلة من أيامنا ...

سيفٌ ومذراةٌ ومكحلةٌ لأمي ...

غداً سنذكر حلو الذكريات لعيدنا ...

ليلى وشوقٌ خالدٌ ورحيل عمي ...

غداً ... ستنوحُ أمي ... وترتدي ثوب الحداد ...

وتفتح كنز ماضيها ... خزانة عُرسها ... وتذكاراً من الأعياد ...

لتلقي نظرة الحنين ... وتشتم رائحةَ السنين ...

وتلثم طقم والدي وسبحة والدي ومنديلاً مجزّف الأبعاد

غداً يموت والدي ....

هناك تعليق واحد:

  1. اميره بكلمتي21 فبراير 2011 في 2:47 ص

    اجمل ماقرأت يااستاااز جد كلمااات في غاية الروعه وغاية من الكلمات المعبره والمؤثره... كل ماخطااه قلمك الذهبي هنااا جد رااائعه.... دوماا الى الامااااام والتوفيق .... ننتظر المزيد من الخواطر والكتاباات الجميله ...

    ردحذف