الجمعة، 12 يونيو 2009

عزت الغزاوي ... وفاءً من كروم اللوز والزيتون

عزت الغزاوي .... وفاءً من كروم اللوز والزيتون
كم هو حزين أن يتحوّل الأحباء إلى مجرد ذكرى ، وكم هو مثير للشجن أن يسافر الأعزاء على متن
رحلة الخلود وكم هو جميل أن نبقى على العهد نتذكر فلا ننسى ... تطوح بنا الأيام بعيداً فنعود إلى
محطات الذاكرة لنقف طويلاً على مرافئ العاشقين وشواطئ الحالمين نقف هذه الأيام بكل احترام
وخشوع في محطة الشوق لنتذكر ابن دير الغصون الوفي الأديب الروائي عزت الغزاوي فنذكر التحفز
والهيبة ونستحضر العزم والإصرار ونطالع الأدب الرفيع والوطنية النظيفة والاستشعار الهائل في حكاية
الحواف ، نرنوا إلى الماضي الجميل لننادي على عزت الصفاء والوفاء بأن رسائلك لم تصل بعد ولكنها
تغذّ السير قدماً في ضمير الوطن وخواطر المحبين ، رسائلك لم تصل حتى اللحظة ولكنها لم تتوقف يوماً
عن سرد الحكاية ونقل الرواية وعزف النشيد .رسائلك لم تصل بعد ولكنها تصدح لحناً شجياً في ربوع
دير الغصون وبيادر قاقون ونُرجّع موالاً بلديّاً من رام الله إلى بيروت؟!كم تمنيت ان تبلغ رسائلك غايتها
قبل الرحيل ولكن لا بد لها أن تصل في يوم من الأيام والى ذلك الحين ستبقى مزماراً يداعب عزبتنا فننتبه
لنراجع في مخيلتنا ما كتبه ذلك الأديب القروي بسليقته الريفية وتلقائيته العذبة عن الوطن والشبان الصغار
المقاومين وعن ملحمة الخلود وذاكرة الهجرة وحكايات امهاتنا وجداتنا عن حيفا ويافا والشيخ مونس والسنديانة .......قبل عدة شهور رحلت الى دنيا الخلود والدة الأديب الراحل عزت الغزاوي ( الحاجة نصرة )
فتذكر الناس عزت وكيف كان حبها الكبير ودنياها الرحبة وعالمها الواسع وتذكروا كم كان الراحل يحب والدته
ويجلها بل اعتمدها كمرجعية لكثير من مفرداته الأدبية وحبكته الروائية ، عندما نطالع التاريخ الانساني والأدبي
للغزاوي نتيقن تماماً كم كانت عظيمة الحاجة نصرة الغزاوي ، لانها استطاعت أن تنجب هذا الأديب المرموق
الذي يكتب عن الأشياء بطريقة مختلفة لا زال الناس في القرية يتذكرون عائلة الغزاوي ، التي استوطنت البلدة
أيام الهجرة الأولى اولئك الناس البسطاء ، والعائلة الصغيرة التي استطاع كاتبنا الراحل أن يكتب من خلالها عن
هموم الوطن والناس بشكل فريد جديد جعلت منه مدافعاً أول عن قضية عادلة بحجم القضية الفلسطينية أمام
المحافل الأدبية والثقافية العالمية وانني أنتهز هذه الفرصة لأذكر من كان بيده الأمر أن يدرس عملية اقرار أجزاء
من مجموعات الغزاوي في المناهج المدرسية للشبان الصغار لأن كتابة من هذا النوع كفيلة بأن تبقى قضيتنا
الفلسطينية غضة طرية طازجة في أذهان النشئ وعقول الأجيال بطريقة يصعب نسيانها أو تجاوزها.سنبقى
على العهد نمر كل عام من هذه المحطات التي تذكرنا بالأعزاء ستبقى ذكراكم في قلوبنا ، وعقولنا فأنتم كشجر
الزيتون وسيقان السنديان كانت كلماتكم عرائس من شموع فما لبثت أن تحولت إلى عرائس الأمل وعنفوان
الحياة بعد رحيلكم .عزت الغزاوي ومن خلال حياته القصيرة وعباراته الممشوقة عرف تماماً كيف يحل لغز
الكلمة وطلاسم اللغة...كنا نتعلم لغة السرد وترانيم الحكاية حينما كان يتعلم لغة البَوْح كنا نمتطي الريح حين
كان يمتطي السيف نفتقده اليوم وفي ذكراه بدراً عزيزاً في الليلة الظلماء....... كلمات الحب والوفاء والخلود
من أرضٍ أحب الغزاوي شومرها وزعترها وزغرد في مروجها صبياً يافعاً لحن الحياة وسر الخلود.
سليم عبد الرحمن الزغل
دير الغصون - المدرسة الثانوية

هناك تعليقان (2):

  1. رائع استاذي الفاضل سليم الزغل
    كل ما كُتب لا يصدر الا من نفس وفية وأصيلة
    دمت بكل الخير

    ردحذف
  2. شكرا لك استاذ سليم على الموقع الجميل
    تحياتي لك

    ردحذف