الاثنين، 8 يونيو 2009

رسالة رثاء الى مربي فاضل

رسالة رثاء الى مربي فاضل
إلى المربي المهيب في الخالدين.........
احمد رشيد ملك ( أبو سامي ) وداعاً من دير الغصون

قبل ثلاثين عاماً كنت أحد تلامذتك الكثر ، وكنا نقرأ في عينيك قصة الزمن وعتاب الأيام ، وكنا نستمد من حركاتك العزم
والإصرار ، وكنا نستشرف من طلعتك السمراء الهيبة والتحفز .
وقبل عشرين عاماً كنت زميلاً في مهنة الشوق... عرفت فيك المربي الإنسان والمعلم البارع ... فأيقنت أننا لم نبرح
مواقعنا كتلاميذ في حضرة المعلم الكبير وأستاذ الجيل .
نبكيك اليوم دموعاً حارة كما نبكي زيتوننا الذي ينهار أخضر مكللاً بالثمر نبكيك من دير الغصون – بلد المولد والنشأة
– من مرافئ العاشقين وقلاع المحبين وأعشاش النسور .
عندما أسرجت خيلك للرحيل كانت العروبة تبكي مجدها الضائع في بغداد وفلسطين – أعلم انك عربي الهوى أضناك
البحث عن الخيل العربية الأصيلة ولما خذلك اليعربيون أسرعت الرحيل؟! فهلاّ انتظرت حتى يكتمل القصيد؟!
أيها المحارب الجميل : سنشتاق إليك كثيراً... وستشتاق إليك عيون الماء وينابيع المروج والسواقي المنسابات في
الوعرات والدروب وسننادي عليك كلما مررنا ببابكم العالي ؟
سنفتقدك في سنابل القمح وفي هزيع الليل من تشرين وسنذكرك في عين الأفق المسافر فوق مياه البحر... وفي قصة
الوطن الذي سافر في هواه المحبون....
أيها الشاب الأشيب :- سلام عليك في المناضلين الأحرار وفي العصاميين الأخيار... سلام عليك من سنابك الخيل في
دير الغصون...
سلام عليك من ساحات المدارس... ميادين العنفوان ومعاقل الأحرار التي تندب أمجادها بعدما أصبحت مرتعاً خصباً
للمزورين والتحريفيين.
سلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياً .

سليم الزغل /المدرسة الثانوية / دير الغصون